خطبة الجمعة المذاعة والموزعة
بتاريخ 12 من ذي القعدة 1441هـ - الموافق 3 / 7 / 2020م
الصَّبرُ على أقْدارِ اللهِ
إِنَّ الحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ ونَسْتَغْفِرُهُ، ونَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ومِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، ومَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيرًا، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:102]، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء:1]، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب:70-71].
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ أَصْدَقَ الحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ تَعَالَى، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
إِخوةَ الإيمانِ:
لقدْ بَرَأَ اللهُ – سبحانه وتعالى- الخلَائِقَ وَقَدَّرَ المَقادِيرَ على المَخلوقِينَ، وَجعلَ هذهِ الدُّنْيا دارًا للاختبارِ يَبْتلِي العِبادَ فِيهَا بالخيرِ وَالشَّرِّ وَالنَّفْعِ وَالضُّرِّ، وَالعُسْرِ وَاليُسْرِ، وَالغِنَى وَالفَقْرِ؛ لِيُمَحِّصَ الَّذينَ آمنوا وَيمْحقَ الكَافِرينَ، فَلَا مَطْمَعَ لِأَحَدٍ فِي السَّلَامَةِ مِنَ الشَّدائِدِ وَالآلامِ، وَلَا مَفَرَّ لِمَخْلوقٍ مِنَ المَصَائِبِ وَالأَسْقامِ، قَالَ رَبُّنا جَلَّ جَلالُهُ: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأمْوَالِ وَالْأنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ. الَّذِينَ إذَا أصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إنَّا لِلَّهِ وَإنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ. أولَئكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأولَئكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾[البقرة: 155-157].
وَلو كَانَتِ الدُّنيا دارَ جَزَاءٍ وَكرَامَةٍ؛ لَكَانَ الأنبياءُ والصَّالِحونَ فيها أَولى بالسَّلامَةِ، وَإِنَّما ابْتلاهمُ اللهُ لِهوانِ الدُّنيا لَا لِهوانِهِمْ عَليهِ، بلْ لِعظِيمِ مَحبَّتِهِمْ وعُلوِّ مَنزِلَتِهِمْ لَدَيهِ، قالَ اللهُ تعَالى: ﴿أمْ حَسِبْتُمْ أنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ ألا إنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾ [البقرة:214]. وعنْ سَعْدِ بن أبي وقاصٍ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أيُّ النَّاسِ أشَدُّ بَلاَءً؟ قَالَ: «الأنْبِيَاءُ ثُمَّ الأمْثَلُ فَالأمْثَلُ، فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلَاؤهُ، وَإنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَمَا يَبْرَحُ البَلاَءُ بِالعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الأرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئةٌ»[أخرجه أحمد والترمذي وقال: حَسَنٌ صَحِيحٌ].
وَلَقَدْ أوجَبَ اللهُ تَعالى الصَّبْرَ عَلى كُلِّ مُبْتلًى، فِإنَّهُ مِنَ الدِّينِ بمنزلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الجَسَدِ، قَالَ عَلِيُّ بْنُ أبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «ألَا إنَّ الصَّبْرَ مِنَ الْإيمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأسِ مِنَ الْجَسَدِ، فَإذَا قُطِعَ الرَّأسُ بَادَ الْجَسَدُ، ثُمَّ رَفَعَ صَوْتَهُ فَقَالَ: ألَا إنَّهُ لَا إيمَانَ لِمَنْ لَا صَبْرَ لَهُ»، وَلا تُنالُ الإِمامةُ في الدِّينِ إلَّا بالصَّبْرِ وَاليقينِ، قالَ تَعَالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أئمَّةً يَهْدُونَ بِأمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ﴾ [السجدة: 24]، فَبِالصَّبْرِ تُتْرَكُ الشَّهواتُ، وَباليقينِ تُدْفَعُ الشُّبهاتُ، فمنْ صَبَرَ واحْتَسبَ فَلَهُ الثَّوابُ وَالأجرُ، وَمَنْ سَخِطَ وَتَبرَّّمَ فَلَهُ السُّخْطُ والوِزْرُ، عَنْ أنَسٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنَّهُ قَالَ: «إنَّ اللَّهَ إذَا أحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ»[أخرجه الترمذي وحسنه وابن ماجه].
عِبَادَ اللهِ:
وَالصَّبرُ يعني حبْسَ النَّفْسِ عَلَى طَاعَةِ اللهِ، وَمنْعَها عَنْ معصيَةِ اللهِ، وَردْعَهَا عَنِ التَّسخُّطِ مِنْ أقدارِ اللهِ، فالإنسانُ يحْتَاجُ إِلى الصَّبْرِ فِي هذِهِ المَواطِنِ الثَّلاثَةِ، فطاعَةُ اللهِ تحْتاجُ إِلى صبْرٍ؛ لأَنَّها ثَقيلةٌ عَلى النَّفْسِ، قَالَ تعالى: ﴿يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران: 200]. وَالكفُّ عَنِ المعْصيةِ يَفْتقِرُ إِلى الصَّبْرِ؛ لِأَنَّ النَّفْسَ الأمَّارةَ تَدْعُو إِلى السُّوءِ: مِنْ أكلِ المال بالباطلِ، والسَّرقَةِ، وَالزِّنا، وشُربِ الخَمْرِ، وَغَيرها مِنَ السَّيئاتِ، فَيُصَبِّرُ الإِنْسانُ نَفْسَهُ وَيَكُفُّها عَنْ مَحَارِمِ اللهِ.
وَكذَا مِنَ الصَّبْرِ: الصَّبْرُ عَلى أقْدارِ اللهِ المُؤْلِمَةِ؛ لِأَنَّ أقْدارَ اللهِ تعَالى عَلى الإِنسانِ إمَّا مؤْلِمةٌ أوْ مُلائِمَةٌ، فالملائِمةُ هِيَ الَّتي تُوافِقُ الإنْسانَ وَهذِهِ تَحْتاجُ إِلى الشُّكْرِ.
وَالأقْدارُ المُؤْلِمَةُ هي الَّتي لَا تُلائِمُ الإنْسَانَ؛ إِذْ يُبْتلى الإِنْسانُ فِي بَدَنِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي أَهْلِهِ، أَوْ فيمنْ حَولَهُ مِنَ النَّاسِ، فَيحْتاجُ إِلَى صَبْرٍ عَمَّا حُرِّمَ عَلَيهِ مِنْ إِظْهارِ الجَزَعِ باللِّسانِ، أَو بالقَلبِ، أوْ بالجَوارِحِ.
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي القُرآنِ العَظيمِ، وَنَفعنِي وَإيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الآياتِ وَالذِّكْرِ الحَكِيمِ، أَقولُ مَا تسْمعونَ وَأَسْتغْفِرُ اللهَ لِي ولَكُمْ، فاسْتغْفِرُوه إنَّهُ هُوَ الغَفورُ الرَّحيمُ.
الخطبة الثانية
الحَمْدُ للهِ الَّذِي تَنَزَّهَ عَنِ الأَنْدَادِ وَالأَضْدَادِ وَالشُّرَكاءِ، وَأشْهدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، هُوَ أَهْلُ الحَمْدِ وَالثَّناءِ، قَدْ يَبْتَلِي بِالنِّعَمِ وَيُنْعِمُ بِالبَلاءِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ مَا أَقَلَّتْ مِثْلَهُ الغَبْرَاءُ، وَلَا أَظَلَّتْ أَكَرَمَ مِنْهُ الخَضْرَاءُ، صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى آلِهِ وَصحْبِهِ البَرَرَةِ الأَتْقِياءِ.
أَمَّا بعدُ:
فاتَّقُوا اللهَ الَّذِي خلقكُمْ، واسْتعينُوا عَلَى طاعتِهِ بِمَا رَزَقَكُمْ، واشْكُروهُ عَلى نِعَمِهِ كَمَا أَمَرَكُمْ؛ يَزِدْكُمْ مِنْ فَضْلِهِ كَمَا وَعَدَكُمْ. ثُمَّ اعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللهُ أنَّ الصَّبرَ عَلى الشَّدائِدِ وَالأَسْقَامِ وَالمَصائِبِ وَالآلامِ: كَفَّارَةٌ للذُّنوبِ والسَّيئاتِ، وَرَفْعٌ للمنازِلِ والدَّرجاتِ، قَالَ أبُو هُرَيْرَةَ رضيَ اللهُ عنْهُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إنَّ الرَّجُلَ لِتَكُونَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ الْمَنْزِلَةُ، فَمَا يَبْلُغُهَا بِعَمَلٍ، فَلَا يَزَالُ اللَّهُ يَبْتَلِيهِ بِمَا يَكْرَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ إيَّاهَا» [أخرجه أبو يعلى وابن حبان وصححه الألباني].
إِخْوَةَ الإِسْلامِ:
إِنَّ مَا يَجتاحُ العَالَمَ بِأَسْرِهِ اليومَ مِنْ أمراضٍ وأوبِئَةٍ ليحْتاجُ إِلَى كَثيرٍ مِنَ الصَّبرِ وَالاحْتسابِ، تَطَلُّعًا للأَجْرِ والثَّوابِ، وَطَلبًا للمنزِلَةِ عنْدَ رَبِّ الأربابِ، والنَّاسُ أمامَ هَذِهِ الجوائِحِ بينَ صَابِرٍ محْتَسبٍ مَأجورٍ، وجَازعٍ مُتَسخِّطٍ مَأْزورٍ، وَما الظَّنُّ بالمؤْمنِ الَّذي آمنَ أنَّهُ لنْ يُصيبَهُ إِلَّا مَا كتَبَ اللهُ لَهُ أَوْ عَليهِ؛ إِلَّا أنَّهُ سَيصبِرُ معَ قوَّةِ اليَقينِ وجميلِ الاحْتسابِ؛ انتظارًا للفرجِ والتِماسًا لِما عنْدَ اللهِ مِنْ حُسْنِ الثَّوابِ، أَلا وَإنَّ ممَّا يُعينُ المُؤْمنَ عَلى الصَّبرِ والاحتسابِ عَلى أقدارِ اللهِ تَعالى: أنْ يُوطِّنَ نفسَهُ عَلى المَصائِبِ قَبْلَ وُقوعِها، وَأنَّ أقلامَ القَدَرِ قَدْ رُفعتْ بِما هُوَ كائِنٌ إِلى يومِ القِيامَةِ، كما أخبَرَ النَّبيُّ صَلى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ بِقولِهِ: «وَاعْلَمْ أنَّ الأمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ» [أخرجه أحمد والترمذي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما وقال الترمذي: حَسَنٌ صَحِيحٌ].
وَمِمَّا يُعينُ المؤْمنَ عَلَى الصَّبْرِ أيضًا: مَا وُعِدَ علَيهِ مِنْ عظيمِ الأَجْرِ؛ الَّذي لا يُقَدَّرُ عِندَ اللهِ تعالى بقدْرٍ، ﴿إنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر: 10]. وَأنْ يَعْلَمَ العبدُ أَنَّ المُصَاب حقيقةً هوَ منْ حُرِم الثَّوابَ، وَأنْ يتذكَّرَ أَنَّ البَلاءَ مَهما طَالَ فعاقِبَتُهُ إلى زَوالٍ ونِهايتُهُ إِلى اضْمِحْلالٍ، وَأنَّ لِكُلِّ همٍّ فرجًا، ولِكلِّ ضيقٍ مَخْرجًا، وَأنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا.
وَالصَّبْرُ مِثْلُ اسْمِهِ مُرٌّ مَذَاقَتُهُ لَكِنْ عَوَاقِبُهُ أحْلَى مِنَ العَسَلِ
فاصْبِرُوا واسْتبشِرُوا وأمِّلُوا خَيرًا، وَلا يَحْملنَّكُمُ امْتدادُ التَّرَقُّبِ وَالانْتظارِ؛ عَلَى الجَزَعِ وَالمَلَلِ وَتَرْكِ الاصْطِبارِ؛ فَإِنَّ سُنَّةَ اللهِ مَاضيةٌ أَنَّ بعدَ كُلِّ ضِيقٍ سَعةً وعَقِبَ كُلِّ بلاءٍ عافيةً، فَما ابتلاكُمْ إِلَّا ليُعافيَكُمْ، وَلَا مَنعكُمْ إِلَّا لِيُعْطِيَكمْ.
اللَّهمَّ إنَّا نسْألُكَ عَيشَ السُّعدَاءِ، وَمنازِلَ الشُّهداءِ، وَالصَّبْرَ عَلى البَلاءِ، وَالشُّكْرَ عَلَى النَّعماءِ، والنَّصرَ على الأعداءِ، والشِّفاءَ مِنْ كُلِّ داءٍ. اللَّهمَّ ارْفَعْ عنَّا البَلاءَ وَالوَباءَ وَالغَلاءَ، اللَّهُمَّ إنّا نسْألُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إنّا نسْألُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِيننا وَدُنْيَانا وَأهْلِنا وَمَالِنا، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِنا وَآمِنْ رَوْعَاتِنا، وَاحْفَظْنِا مِنْ بَيْنِ أيدينا وَمِنْ خَلْفِنا، وَعَنْ أيَمَانِنا وَعَنْ شَمَائِلنا، وَمِنْ فَوْقِنا، وَنعُوذُ بِكَ أنْ نُغْتَالَ مِنْ تَحْتِنا. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ والمُسْلِمَاتِ؛ الأَحْياءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، وَاشْفِ مَرْضَانَا وَمَرْضَى المُسْلِمِينَ، إِنَّكَ قَرِيبٌ سَمِيعٌ مُجيبُ الدَّعَواتِ. اللَّهُمَّ وَفِّقْ أَميرنَا وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَواصِيهِمَا لِلبِرِّ وَالتَّقْوى، وَاجْعَلْ هَذا البَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا، سَخَاءً رَخَاءً وَسَائِرَ بِلَادِ المُسْلِمينَ.